مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

الرد على الأباضية

صفحة 231 - الجزء 2

  فالوجه الأول: {أَرْسَاهَا ٣٢} يعني: أثبتها، فقال في سورة النازعات: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ٣٢}⁣[النازعات: ٣٢]. يقول أثبتها في الأرض لأن لا تزول بمن عليها، وكقوله: {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}⁣[سبا: ١٣]. يعني ثابتات في الأرض.

  والوجه الثاني: من {أَرْسَاهَا ٣٢} يعني به: حينا، والحين هو الوقت، فذلك قوله ø: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}⁣[الأعراف: ١٨٧، النازعات: ٤٢]. يقول مجيئها وقيامها وحينها.

  ٧٥ - وسألت عن قوله ø: {رَبِّ ارْجِعُونِ ٩٩}⁣[المؤمنون: ٩٩]. فقلت: كيف جاز أن يجعل الله هاهنا جماعة؟

  قال أحمد بن يجب @: إنما يجوز هذا القول في التعظيم للمخاطب.

  ٧٦ - وسألت عن قوله ø: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥}⁣[الواقعة: ٥١]. فقلت: ما معنى هذه النجوم؟

  قال أحمد بن يحيى &: قد جاء في التفسير أن القرآن نزل إلى النبي ÷ آيات بعد آيات، فذلك في لغة العرب يجوز، تقول العرب اجعلوا لنا الدية على آل فلان نجوما، أن يدفعوها، إليهم شيئا بعد شيء، فيسمون ذلك نجوما. قال زهير بن أبي سلمى:

  ينجمها قوما لقوم غرامة ... ولما يريقوا بينهم ملء محجم

  وإنما أقسم بها كما أقسم بالطور، وإنما أراد بهذا القسم أن هذا القرآن لقرآن كريم، فهذا موضع القسم وهو عندي الجواب في هذه المسألة.