الرد على الأباضية
  والجواب الأول قول بعض أهل العلم.
  وسألت عن تفسير الجهاد كيف معانيه في القرآن؟
  قال أحمد بن يحيي ~: تفسير القرآن على ثلاثة وجوه:
  فالوجه الأول من الجهاد يعني به: القول، فذلك قوله ø: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ٥٢}[الفرقان: ٥٢]. وهذا بمكة قبل أن يؤمر بالسيف، وقال في سورة النبي صلى الله عليه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}[التوبة: ٧٣، التحريم: ٤]. يعني: بالقول الغليظ.
  والوجه الثاني من الجهاد يعني به: القتال بالسلاح، فذلك قوله: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ} - يعني: الذين يقاتلون في سبيل الله - {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥}[النساء: ٩٥]، وقال في براءة: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}[التوبة: ٧٣]. يعني: بالسيف، ومثلها في {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ}[التحريم: ١].
  والوجه الثالث من الجهاد يعني به: العمل، فذلك قوله في سورة العنكبوت: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}[العنكبوت: ٦]، من يعمل الخير فإنها يعمل لنفسه، وقال فيها أيضا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت: ٦٩] يقول: عملوا لنا، وقال في سورة الحج: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}[الحج: ٧٨]. يقول: اعملوا لله حق عمله.