مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

الرد على الأباضية

صفحة 233 - الجزء 2

  ٧٧ - وسألت عن قوله ø: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}⁣[الأنفال: ٣٥]. وقلت: ما المكاء وما مخرجه في اللغة؟

  قال أحمد بن يحيى @: المكاء في لغة العرب هو الصفير، موجود ذلك في كلامها وأشعارها، من ذلك قول عنترة العبسي:

  وحليل غانية تركت مجدلا ... تمكوا ترابيد كشدق الأعلم

  يقول: يصفر وبخور عند خروج نفسه حين قتله، وإن ترابيه - زعم الشاعر - مفتحة كشدق الأعلم، والأعلم فهو مشقوق الشفة.

  ٧٨ - وسألت عن قول الله ø: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}⁣[النساء: ٤]. فقلت: كيف جاز أن يقول نفسا واحدة وهن جماعة أنفس؟

  قال أحمد بن يحيي ~: ذلك جائز في لغة العرب، قال الربيع بن زياد العبسي في نحو ذلك لقومه:

  فإن طبتمُ نفسا بمقتل مالك ... فنفسي لعمري لا تطيب لذالكا

  فصيَّرهم نفسا واحدة وهم جماعة رجال كثير.

  ٧٩ - وسألت عن قوله ø: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}⁣[المائدة: ٤٨]، فقلت: ما معناه؟

  قال أحمد بن يحيي ¥: المهيمن هو الشاهد، قال عبد الله بن العباس يمدح ابن عمه أمير المؤمنين ~: