تفسير سورة بني إسرائيل
  وأما قضاء الحتم فقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}[فصلت: ١٢] وأشباه ذلك في القرءان من القضاء الحتم.
  وأما قوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}. فهذا قضاء إعلام، أخبرهم به، لا قضاء حتم.
  قوله: {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}. يعني: باتباع أهوائهم، ومخالفة ما جاء به موسى #، من أحكام التوراة.
  قوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا}. يعني: فسادهم الأول.
  قوله: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ٥}، فذلك يخرج على التخلية من الله ø، وقد ينتقم من الظالمين بعضهم ببعض على معنى الترك. وذلك قوله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٢٩}[الأنعام: ١٢٩]. يعني: أنه يخلي بينهم ويتبرأ منهم.
  قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ}. وقد جاء في الرواية من خبر يحيي بن زكريا صلى الله عليه، بخبر بخت نصر الملك الذي كان في ذلك الزمان، فاستغنينا عن إعادته لشهرته، {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ٦}. يعني: ما خلق في دار الدنيا من البنين والأموال، فلو لا ما خلق من ذلك ø وأوجده، لما قدروا عليه باحتيالهم ومقدرتهم.
  وأما النفير فهو: الرجال الكثير، معروف ذلك في لغة العرب وأشعارها.
  قال رجا بن هارون الربعي، من بني قيس بن ثعلبة: