مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 242 - الجزء 2

  فإذا دعوت بآل بكر صارخاً ... كثر النفير وعزت الأنصار

  يريد: كثير الرجال عز ناصره.

  {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}. يقول: إن طاعتكم لله ø هو إحسان منكم إلى أنفسكم، وإن عصيتم الله ø حاق ذلك بكم، وكانت السواية منكم إلى أنفسكم، تعقبكم النار في الآخرة.

  {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}. يعني: أنه يقبح وجوههم بمعصيتهم له ولرسوله ÷، با استحلوا من محارمه، وانتهكوا من حرماته، {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ٧}⁣[الإسراء: ٧]. يعني: بيت المقدس. وأما التعبير فمعروف في لغة العرب، وهو ضرب من الدمار والتبار.

  قال الشاعر:

  إن العهود التي لم توف مدتها ... قد أورثتك تباراً آخر الأبد

  يعني: أنها أورثت دماراً آخر عمره.

  قوله: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ٨}. يقول سبحانه لأعداء الله ø: لا يخرجون منه أبداً، تقول العرب: فلان محصورا، إذا حصر عن الشيء، فهو حصير وحبيس، وحبس إذا كان محبوساً عن شيء لا يناله ولا يقدر فيه على حيلة، وهو المسجون أيضا.