تفسير سورة بني إسرائيل
  قال الشاعر:
  فقولوا تركنا الهاشمي ابن صالح ... ببغداد حبسا بين راج وخائف
  قوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. يعني: أنه الدين المرتضى لرب العالمين. {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩}. يعني: الذين يؤدون الفرائض على وجهها، ويجتنبون المحارم وقربها، والأجر الكبير، فهو: الثواب العظيم الذي على لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولم يخطر على قلب بشر، يصدق ذلك قوله ø: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧}[السجدة: ١٧].
  {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٠}. يقول: إنه عز رجل أعد لأعدائه المخالفين لأمره، والعادلين عن طاعته، عذاباً أليما، والأليم فهو: الغاية القصوى من العقاب، والأشد من العذاب، نعوذ بجلال الله - لنا ولكم - من أليم عذابه، والمحذور من عقابه، إنه منان كريم.
  {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ}. فالذي جاء في الرواية أن ذلك الإنسان عنى به: النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار، وكان الذي دعا على رسول الله ÷، وهو الذي ذكره الله ø، حيث يقول: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٣٢}[الأنفال: ٣٢].
  {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً}. يعني بذلك ø: ما خلق من الشمس والقمر، وما جعل بينهما من