تفسير سورة بني إسرائيل
  فهو الذي يكون على النواة غلافاً لها، وهو قشرة بيضاء رقيقة شديدة الرقة، فذلك القطمير، وكل ذلك تعرفه العرب، وتخاطب به وتذكره في الغائها وأشعارها.
  قال الشاعر يذكر الفتيل:
  السنا نسيغكم فتبلاً بعدما ... جرت الحكومة بيننا في المقسم
  قال آخر يذكر النقير:
  ما تركنا على الكلاب لقيس ... يوم رمنا القضاء حقاً نقيراً
  قال آخر يذكر القطمير:
  لسنا نخلف قطميراً لظالمنا ... ولا تطل دمانا عند أعدانا
  فذكر الله ø ذلك كله فقال: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ٧١}. وقال ø: و {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ٥٣}[النساء: ٥٣]. وقال: {مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ١٣}[فاطر: ١٣]. أي: أنه لا يضيع عنده شيء، وإن صغر ذلك الشيء، فكان قياسَ الفتيل والنقير والقطمير.
  {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ٧٢}. يعني: أن من كان أعمى عن الحق في الدنيا، فهو في الآخرة أعمى، أي: حاله في النار حابط العمل، بائر السعي.
  وقوله لنبيه #: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ٧٣}، فقد قالوا: إنهم وفد ثقيف،