مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 268 - الجزء 2

  فهو الذي يكون على النواة غلافاً لها، وهو قشرة بيضاء رقيقة شديدة الرقة، فذلك القطمير، وكل ذلك تعرفه العرب، وتخاطب به وتذكره في الغائها وأشعارها.

  قال الشاعر يذكر الفتيل:

  السنا نسيغكم فتبلاً بعدما ... جرت الحكومة بيننا في المقسم

  قال آخر يذكر النقير:

  ما تركنا على الكلاب لقيس ... يوم رمنا القضاء حقاً نقيراً

  قال آخر يذكر القطمير:

  لسنا نخلف قطميراً لظالمنا ... ولا تطل دمانا عند أعدانا

  فذكر الله ø ذلك كله فقال: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ٧١}. وقال ø: و {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ٥٣}⁣[النساء: ٥٣]. وقال: {مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ١٣}⁣[فاطر: ١٣]. أي: أنه لا يضيع عنده شيء، وإن صغر ذلك الشيء، فكان قياسَ الفتيل والنقير والقطمير.

  {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ٧٢}. يعني: أن من كان أعمى عن الحق في الدنيا، فهو في الآخرة أعمى، أي: حاله في النار حابط العمل، بائر السعي.

  وقوله لنبيه #: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ٧٣}، فقد قالوا: إنهم وفد ثقيف،