تفسير سورة بني إسرائيل
  مقدسة، وأنت قد عرفت مهاجر إبراهيم كان إليها، وكان بها إسحاق ويعقوب، والأسباط، وعمران يعنون: أبا مريم ابنة عمران، وزكريا، وموسى، وهارون، وعيسى، ويحيي، وجميع الأنبياء، إلا قليلاً منهم، فلو أنك خرجت إلى الشام صدقناك، وآمنا بك واتبعناك.
  قال فوقع في قلب النبي ÷ ذلك لما يحب من إسلام الناس.
  قال: فأنزل الله ø عليه: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ٧٦}. يقول: حتي يحل بهم الهلاك.
  وقوله ø: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا}. يقول: إن هذه سنته فيمن كذب رسله، وعصى أمره، فافترى عليه الباطل.
  وقوله ø: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}. يقول: لزوال الشمس وهو الدلوك، وفيه تجب صلاة الظهر والعصر، وغسق الليل فهو غشيانه وظلمته.
  {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}. يعني به: صلاة الفجر.
  {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ٧٨}. يقول: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
  وقوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}. يعني: القرءان، والتهجد فهو الصلاة، أي فَضَلِّ به.
  {نَافِلَةً لَكَ}. يقول: فضيلة لك.
  وقد قال غيرنا: إن ذلك فريضة، وليس ذلك عندنا إلا نافلة، فضله بها، ودله على الرشد فيها.