مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 272 - الجزء 2

  كل شيء وباريه، يُعبد وحده، ويُكفر بما سواه من الأصنام وغيرها، فأذهب الله ø بمحمد # الأصنام، وجميع ما عُبد من دون الله، وعُبِدَ الله وحده، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشوري: ١١].

  وقوله ø: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}، هذه خاصة للمؤمنين، دون غيرهم من أعدائه ø، شفاء لكل عمي، وبرؤ لكل داء، وهدى من كل ضلال، ونور من كل ظلمة، ونجاة من هلكة.

  {وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢}. يقول: لا يزيدهم إلا بلاءً في الدنيا والآخرة، كما أعرضوا عنه وهم قادرون على اتباعه والعمل به.

  {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ}. فالمعرض في لغة العرب هو الصآد، والنائي: المتباعد بجانبه، وكل من تباعد فقدنأ.

  قال الشاعر:

  نأت دارها عنا فيا رُب ليلة ... لهونا بسلمي والمزار قريب

  وجاء في الرواية أنه عنى بهذا النائي بجانبه: الوليد بن المغيرة.

  {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ٨٣}. يقول: إذا مسه مرض أو فقر يئس من رحمة الله، ولعمري إن الكفار ليئسون من رحمة الله ø.

  {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}. يقول: كلٌ يعمل على طريقته وما يشتهيه، ومثل قوله: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ٥٨}⁣[ص: ٥٨]. فقال: من مثله، والشاكلة المثل والشبه.

  وقد قالوا: إنه ناحية، والقول الأول أحب إلينا، وهو الصواب عندنا.