تفسير سورة بني إسرائيل
  كل شيء وباريه، يُعبد وحده، ويُكفر بما سواه من الأصنام وغيرها، فأذهب الله ø بمحمد # الأصنام، وجميع ما عُبد من دون الله، وعُبِدَ الله وحده، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشوري: ١١].
  وقوله ø: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}، هذه خاصة للمؤمنين، دون غيرهم من أعدائه ø، شفاء لكل عمي، وبرؤ لكل داء، وهدى من كل ضلال، ونور من كل ظلمة، ونجاة من هلكة.
  {وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢}. يقول: لا يزيدهم إلا بلاءً في الدنيا والآخرة، كما أعرضوا عنه وهم قادرون على اتباعه والعمل به.
  {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ}. فالمعرض في لغة العرب هو الصآد، والنائي: المتباعد بجانبه، وكل من تباعد فقدنأ.
  قال الشاعر:
  نأت دارها عنا فيا رُب ليلة ... لهونا بسلمي والمزار قريب
  وجاء في الرواية أنه عنى بهذا النائي بجانبه: الوليد بن المغيرة.
  {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ٨٣}. يقول: إذا مسه مرض أو فقر يئس من رحمة الله، ولعمري إن الكفار ليئسون من رحمة الله ø.
  {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}. يقول: كلٌ يعمل على طريقته وما يشتهيه، ومثل قوله: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ٥٨}[ص: ٥٨]. فقال: من مثله، والشاكلة المثل والشبه.
  وقد قالوا: إنه ناحية، والقول الأول أحب إلينا، وهو الصواب عندنا.