تفسير سورة بني إسرائيل
  {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ٨٤}. يقول: إنه أعلم بمن هو أهدي دينا.
  وقوله ø لنبيه #: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}. والروح عندنا على معنيين:
  أحدهما: جبريل #، وقد قال غيرنا: إنه مَلَكٌ أعظم من جبريل، ونحن نقول: إنه جبريل صلى الله عليه، لقول الله ø: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥}[الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥]. والذي كان ينزل عليه الوحي، فهو جبريل # لا غير، ولذلك قلنا: إنه جبريل دون غيره.
  والروح الأخر: فهو الذي به تقوى الأبدان، وهو قوله سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}. فستر الله ø الروح عن خلقه فلا يعلمه أحد، لقوله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}. ولم يفسره.
  وقوله: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ٨٦}. يقول ø: لو شئنا لأنسيناك ما أوحينا إليك ولأذهبناه منك، حتى لا تجد منه قليلاً ولا كثيرا، {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ٨٦}، والوكيل فهو المطالِب، يقول: لا تجد بذلك علينا تابعاً ولا راد سوانا، يريد: ليس لك حافظ بحفظك غيري.
  {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ٨٧}. يقول إن رحمته سبقت لمحمد #، وأنه جعله سيد ولد آدم.
  {قُلْ} يا محمد {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ٨٨}. يقول: إن اجتمع من خلق الله من خلقه لو اجتمعوا على أن يأتوا بقرآن مثل هذا القرءان، لا