مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 274 - الجزء 2

  يقدرون على ذلك أبدا، ولو أعان بعضهم بعضا، وتظاهروا على ذلك وتوازروا.

  والظهير في لغة العرب فهو: المعين، والممد، والنصير، والمكاتف.

  تقول العرب: ظاهَرَنا آل فلان على بني فلان، أي: أعانوهم ونصروهم وأمدوهم وكاتفوهم، كل ذلك معنى واحد.

  قال الشاعر:

  تُظاهرنا بنو أسدٍ لأنا ... وهم من خندف لب اللباب

  {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ٨٩}. يعني: ما ضرب لهم من الأمثال النيرة، والدلائل الشافية، فأبي أكثر الناس إلا كفورا، يقول: إلا جحوداً.

  وقوله ø: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}. أي: لن نصدقك يا محمد، {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ٩٠}. يريد: أنهاراً في جبال مكة وأوديتها.

  {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ٩١}. يقول: خلالها أي: بينها.

  {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}، يريد: العذاب.

  والكسف في لغة العرب فهو: القطع.

  {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ٩٢ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ}، يقول: من ذهب، {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ}. قالوا: يكون الكتاب من الله إلى فلان بن فلان.