تفسير سورة بني إسرائيل
  قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ}، يا محمد {سُبْحَانَ رَبِّي}. أي: عَظُم وتنزه، {هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ٩٣} وقوله: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ}. يعني: أهل مكة، {أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى}. وهو محمد #، جاء بالبينات والحق من عند الله ø.
  {إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ٩٤}. {قُلْ} يا محمد {لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ٩٥}. {قُلْ} يا محمد {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ٩٦}، يقول: كفى بشهادة ربك الذي أرسلك بالصدق والرشاد، على من خالف أمرك وكذبك شهيداً!
  يقول: كفى به شاهداً عدلاً!
  {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}. يقول: فهو السعيد {وَمَنْ يُضْلِلْ}، يريد: من سماه وحكم عليه بالضلالة بفعله، {فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ٩٧}. فالأعمى الذي لا يبصر، والأصم الذي لا يسمع، والبكم الذي لا يتكلم، فكذلك أهل النار لا يسمعون ولا يبصرون ولا يفقهون شيئا من الراحة ولا الفرح، {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ٩٧} أي: كلما صاروا فحما أعيدوا خلقاً جديداً.
  {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا}، يقول: كفروا بمحمد #، وما جاء به من الأحكام، والفرائض الراشدة، والحلال والحرام.