تفسير سورة بني إسرائيل
  وقوله ø: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}. يريد: عبيداً آخرين، يعبدونه ويوحدونه، ولا يعصونه ولا يعدلون به شيئا.
  {وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ}. يريد: لا شك فيه، يعني: أجل الموت، وأجل القيامة.
  {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ٩٩}. بالظالمين هاهنا المشركين، أي: أنهم أبوا إلا جحوداً.
  {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ١٠٠}، يعني: خزائن الرزق، الذي لا يملكه أحد، ولا يقدر عليه ملك من الملوك، ولا يطيقه منفق من المنفقين، غير الله ذي القوة تبارك وتعالى.
  {قَتُورًا ١٠٠} يعني: بخيلاً.
  وذلك معروف في العرب، تقول الفاتر، والمقتر، والفتور، ذلك كله تعرفه العرب، تقول: فلان قتور، أي: ممسك شديد، أي: بخيل، ومقتر مقل.
  قال الشاعر:
  وقد علمت هند باني ماجد ... وإن حل أضيافي فلست بمقتر
  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}، يريد بذلك: المعجزات التي جاء بها موسى #، مما قد قدمنا ذكره في أول كتابنا هذا.
  مثل العصا، والبحر، والحجر، واليد، والضفادع، والجراد، والقمل، والدم، وننق الجبل الذي نتقه على بني إسرائيل.