تفسير سورة بني إسرائيل
  {فَاسْأَلْ}. يا محمد، {بَنِي إِسْرَائِيلَ}. يعني: بني قريظة والنظير، وبنو قريظة والنظير كانوا قريبا منه، مثل عبد الله بن سلام، ومن كان معه من قومه: {إِذْ جَاءَهُمْ}. موسى {فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ١٠١}، مثل ما قالوا لمحمد #، إنه مسحور وساحر، وقد مضى تفسيرها.
  {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ١٠٢}. يعني بالبصائر: الآيات التي ذكرها ø في قصة موسى #، من التوراة والأحكام والبصائر الواضحة.
  وقوله: {مَثْبُورًا ١٠٢}. عنى بالثبور: أنه ملعون مخذول.
  وقد قال غيرنا غير ذلك، من الكلام الذي لا يحسن ذكره ولا إعادته، لنزاهة موسي # عن مثل ذلك القول، الذي قاله من لا فهم له ولا معرفة.
  والمثبور في بعض اللغة: المشكور أيضا.
  {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ}. يعني: فرعون أراد أن يخرجهم من أرض مصر، أو يقتلهم.
  {فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا ١٠٣ وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ}. يعني: بيت المقدس وما حوله.
  {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ١٠٤}، يقول: من كل موضع.
  {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ}. يقول: أنزلناه حقا من عندنا، وبالصدق والحق الذي أراده الله من خلقه من طاعته، يقول: بالحق أنزلناه، أي: بحق أنزلناه من عندنا، وبالحق الذي أردناه نزل، من الفرائض والأحكام، التي جاء بها محمد #، كما قال سبحانه: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت: ٤٢].