[تفاوت معارف الخلق]
  ألا ترى كيف قال ø: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}[النمل: ١٤]، وقال: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ٣٨}[العنكبوت]، وقال: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ٤٦}[إبراهيم]. أفهذا مكر من لا بصيرة معه ولا علم، ولا تمييز ولا معرفة، وقولهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر: ٣]، وقول الله ø: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزخرف ٨٧]، و {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ٩}[الزخرف]. وإنما يقع الذمّ عليهم من الله ø على تركهم للأمر الذي لو أرادوه لقدروا عليه وأمكنهم، ولو كانوا لا يعقلون لم تلزمهم حجة، إلا كما لزمت المجانين والأطفال.
  * * *