مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[تفاوت معارف الخلق]

صفحة 109 - الجزء 1

  ألا ترى كيف قال ø: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}⁣[النمل: ١٤]، وقال: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ٣٨}⁣[العنكبوت]، وقال: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ٤٦}⁣[إبراهيم]. أفهذا مكر من لا بصيرة معه ولا علم، ولا تمييز ولا معرفة، وقولهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}⁣[الزمر: ٣]، وقول الله ø: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}⁣[الزخرف ٨٧]، و {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ٩}⁣[الزخرف]. وإنما يقع الذمّ عليهم من الله ø على تركهم للأمر الذي لو أرادوه لقدروا عليه وأمكنهم، ولو كانوا لا يعقلون لم تلزمهم حجة، إلا كما لزمت المجانين والأطفال.

  * * *