مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[سلسلة من شبه البغدادي]

صفحة 110 - الجزء 1

[سلسلة من شُبَه البغدادي]

  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عمّن كان موضوعاً عنه علم الدين ممن هو طفل، أرأيتم حين يقع عليه التكليف، ويؤخذ بعلم ما كان عنه موضوعاً أخبرونا عنه في تلك الحال التي كُلّف فيها، أوَقَعَ عليه التكليف والاستطاعة والفعل في حال واحدة؟! أم يقع بعضه قبل بعض؟

  فإن قالوا: إنما يقع جميعة لا يقع بعضه دون بعض، لم تقع الاستطاعة قبل الفعل، ولا الفعل قبل الاستطاعة.

  فقل لهم عند ذلك: فكل خلقٍ مِن خلق الله كلف الإيمان، ونُهي عن الكفر، فقد وقع له فعل مع استطاعة، إما إيمان وإما كفر، لم تقع استطاعة قبل فعله، ولم يكن يستطيع لا يفعل ذلك الشيء الذي وقع مع استطاعته، فإن كان إيمانٌ وقع مع استطاعته، فلم يكن يستطيع أن يكون ثَمَّ كفرٌ مع استطاعته، ومَن وقع فِعلُ كفرٍ مع استطاعته فلم يستطع أن يكون منه إيمان، لأنهما إنما يقعان معاً، لا يقع واحدٌ منهما قبل صاحبه.

  فإن قالوا: نعم.

  فقُل: وكذلك قولنا، أفليس من كُلف الإيمان كان له فِعلٌ واقع مع التكليف، إما إيمان أو كفر، لا يستطيع معه فعلَ غيرِ الذي وقع مع الاستطاعة.

  فإن قالوا: بلى.

  فقل: أخبروني عمن وقع مع فعله حينئذ كفرٌ، أليس هو كلف في تلك الحال