[سلسلة من شبه البغدادي]
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: فأخبروني أليس قد يستطيع في تلك الحال أن لا ياخذ بايمان ولا كفر وهو مكلف بالايمان؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: فقد يكون الرجل مكلّفاً بالايمان، ولم يفعل الإيمان ولا الكفر، فأخبروني عنه في تلك الحال التي كلّفه الله الإيمان، ولم يعمل به ولا بغيره، ما هو إذا لم يُقر بأن الله واحد، أمعذور هو بأن لا يقر بأن الله واحد؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أفليس الناس قد يكونون مكلَّفين بالايمان" وهم يستطيعونه، والله يعذرهم بأن لا يأخذوه، فإنهم لن يمكنوك أيضاً من هذا، وسيتركون هذا الكلام، لأنهم لا يعذرون الناس بأن لا يوحّدوا الله، وهم مكلفون للتوحيد يستطيعونه، ومتى ما قالوا هذا، عذروا من كلَّفه الله معرفَته أن لا يعرفه.
  وإن قالوا: إنها تقع قبل الفعل بلا حال بينهما، فقل: أليس الاستطاعة لها حال غير حال الفعل، كما أن حال القائم غير حال القاعد، وحال النهار غير حال الليل، وحال الكفر غير حال الإيمان؟!