[سلسلة من شبه البغدادي]
  واحدة، فإذا كان لا يستطيع أن يوقعها جميعاً مع الاستطاعة، فإنها يستطيع أن يوقع أحدهما، ولا يستطيع أن يوقع الآخر، فإن كان الله يعلم أنه إنما يوقع الكفر مع الاستطاعة، فهو مكلَّف في تلك الحال حينئذ إيمانا لا يستطيعه.
  فإن قالوا: نعم، فقد أقروا بأن الله يكلف الناس الإيمانَ في حال لا يستطيعونه وهم مكلَّفون.
  ثم سلهم هل يستطيع العباد أن يأخذوا بالإيمان في حال الكفر، وبالكفر في حال الإيران؟
  فإن قالوا: لا.
  فقل: أليس من كان كافراً فهو مكلَّف الإيمان في حال الكفر، وهو لا يستطيع الإيمان في حال الكفر؟
  فإن قالوا: نعم، فقد يكون الناس مكلفين بالايمان وهم لا يستطيعونه.
  فإن قالوا: نعم، فقد تركوا قولهم، ودخلوا في قولك.
  وإن قالوا: إنهم يستطيعون أن يأخذوا بالإيمان في حال الكفر.
  فقل: أفليس إذاً قد يستطيعون أن يأخذوا الإيمان والكفر في حالة واحدة، حتى يكونوا مؤمنين مشركين في حالة واحدة، أولياء الله، أعداء الله؟
  فإن قالوا: نعم، فذلك ما لا يقبله عقلُ أحدٍ من الناس، وحسبك به إذا أعطاك هذا، إذا أعطاك أن العباد يستطيعون أن يكونوا مشركين بالله، أعداء لله، مؤمنين بالله، اولياء لله في حال واحدة، وهو كلام لا يحتمله أحد، ولن يمكنوك منه.
  وإن قالوا: لا يستطيعون.