[آيات من متشابه القرآن]
  فإن قلتَ: نعم، ذلك عليّ واجب.
  قلنا لك: أوليس قد أراد الله جل ثناؤه ذلك الكفر منه؟
  فإذا قال: نعم.
  قلنا له: فأيّهما أفضل، ما أردت منه أنت، أو ما أراد الله ø؟
  فإن زعم أن ما أراد الله أفضل مما أراد هو - زعم - وجب عليه أن الكفر أفضل من الأيمان. فكفى بهذا نقضاً على قائله!
  ثم نقول له: مَن جعل الصدق في قلوب المؤمنين؟
  فإن قال: الله ø جعل ذلك.
  قلنا له: فمن جعل الكفر في قلوب الكافرين؟
  فإن قال: الله جعل ذلك.
  قلنا له: فهل يصنع الكذب من ليس بكاذب؟
  فإن قال: قد يصنع الكذب من ليس بكاذب.
  قلنا له: فلِمَ لا يصنع الظلم من ليس بظالم؟
  فإن قال: أما من الخلق فليس يصنع الكذب إلا كاذب، ولا الظلم إلا ظالم، وأما الله جل ثناؤه فيصنع الكذب والظلم ولا يكون كاذباً ولا ظالماً.
  قلنا له: فما المعنى الذي صار به العباد كَذَبَةً ظلمة، هل هو شيء أكثر من أن يصنعوا الكذب والظلم؟ وقد زعمت أن الله ø صنعه في قلوب العباد، فما جعل هؤلاء أولى بالكذب والظلم منه في قولك؟! إذ لم يكن ثَمَّ معنى أكثر من أنهم صنعوا الكذب والظلم، وقد صنعه الله ø عمَّا قلتم كما صنعوه - زعمتم - فيا الفرق عندك؟!