مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[آيات من متشابه القرآن]

صفحة 127 - الجزء 1

  فإن قال: من قِبل أنهم مأمورون وليس هو بمأمور، فمِن ثَمَّ كان ذلك منهم كذباً وظلماً، ولم يكن منه بكذب ولا ظلم.

  قلنا له: أفليس قد يجوز أن يُخبر الله عما لم يكن؟ فيقول: قد كان كذا وكذا، ولم يكن ذلك الذي قال بحقٍّ، ولا يكون منه بكذب، لأنه ليس بمأمور! فإن أجاز ذلك، لزمه أن لعلّ ما أخبر الله ø عن الأمم السالفة أنه لم يكن بحقّ، ولا يكون ما وعد من الجنة والنار بحق، وغير ذلك.

  ثم نقول له: فما تقول في رجل وقع في نفسه أن الله ø أحد فرد، لا شبيه له ولا نظير، ولا عدل ولا مثيل؟

  فإن قال: الله أوقع ذلك في قلبه.

  قلنا له: أفصدق الله فيما أوقع مَن ذلك في قلبه أم لا؟

  فإن قال: صدق الله.

  قلنا له: صدقتَ وقلت الحق.

  ثم نقول له: فما تقول في رجل آخر وقع في قلبه أن الله ø ثالث ثلاثة، وأن له شريكاً وضدا، من أوقع ذلك في قلبه؟

  فإن قال: الله.

  قلنا له: أفصدق الله سبحانه فيها أوقع في قلبه ام لا؟

  فإن قال: إن الله ø صدق فيما أوقع في قلبه.

  قلنا له: فقد لزمك أن قول المشركين إن الله ثالث ثلاثة صدق وحق، لأن الله تعالى لا يفعل إلا الصدق والحق، وقد كفرت وخرجت من الإسلام.

  وإن قلتَ: إنه لم يصدق، كفرت أيضا وعطلّت، وخرجت من الإسلام بقولك: