[القياس يشهد ببطلان زعم المجبرة]
صفحة 145
- الجزء 1
  قلنا لهم: إنه كان مستطيعاً أن يكفر في حالته الأولى، مستطيعاً أن يؤمن، إذ هو ممكّن من استطاعة موجودة فيه، يفعل بها ما أراد، من كفر أو إيمان، غير مقهور ولا مجبور على واحد من الفعلين، والدليل على ذلك شهادة الله تبارك وتعالى، حيث يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ١٣٧}[النساء]. ألا ترى أنّ معهم استطاعة غير مجبورين فيها إلا بالأمر والنهي، فإذا شاؤوا آمنوا، وإذا شاؤوا كفروا، بالاستطاعة الموجودة فيهم لكلتا الحالتين من قَبْل فعلهم. فهذا دليل واضح والحمد لله.