رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الرابع عشر في المقامات والحكايات

صفحة 136 - الجزء 1

  كلامك ولا يوافقك في عقيدتك، بل يلعنك ويعاديك ويلعن أتباعك وأشياعك، وينزه الله ويقول بالتوحيد والعدل، قلت: من أنت؟ قال: أن العدلي الموحد لربه المعترف على نفسه بذنبه. ثم أنشد:

  قالت فما اخترت من دين تفوز به ... فقلت إني شيعي ومعتزلي

  وأنشد:

  إذا بعثت لقيت الله مبتهلاً ... معي أمانان من عدلٍ وتوحيد

  هذان أصلان ضل الناس بينهما ... إلاّ المجرد فيه أي تجريد

  وجرى ذكر السجود لآدم، فأخذت المعتزلة يلعنونني ويسبونني. قلت: أما من ذاب؟ فقالت المجبرة: إلى متى هذا اللوم؟ لو خُلي الشيخ لسجد ولكن مُنِع. فقال معتزلي: تباً لكم، أتذبون عن الشيطان وتكذبون على الرحمن؟ وارتفعت الأصوات وكثرت المباهلة بين الفريقين وتفرقوا، و المعتزلي ينشد:

  الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم أن لا تحبونا