الباب الخامس عشر في ذكر المذاهب
  فوافقوا المانوية والديصانية في ذلك. وقالوا: أنه محل للحوادث فلا يحدث في العالم حدث إلا ويحدث قبله في ذاته شيء. وقالوا: كان الله في ما لم يزل خالقاً رازقاً بخالقوقيته ورازقوقيته، وأنه كان فاعلاً لم يزل مثيباً معاقباً مرسلاً للأنبياء. وزعموا أنه تعالى لم يقدر على خلق العالم قبل وجوده. وقالوا: لله علم وقدرة وحياة وسمع وبصر، وكل اسم له فهو معنى غير قديم وهي أعراض قديمة.
  وذهب بعضهم إلى أن له يدين لا يوصفان بجسم ولا عرض، وقائله يُعرف بالمازني.
  وذكر ابن كرام في كتاب عذاب القبر أنه تعالى جوهر، وقال: أحديّ الذات وأحديّ الجوهر، فخالف الأمة بذلك. وجوّز أن يكون لله كيفية، وذكر كيفوفية الرب، وهذا يدل على جهله.
  وذكر في كتابه الملقب بالتوحيد إن سألك إنسان عن طوله فقل {ذِي الطَّولِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ}[غافر: ٣]! فلم يعرف الفرق بين الطَول والطُول. واستدل