رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الخامس عشر في ذكر المذاهب

صفحة 153 - الجزء 1

  وذكر ابن كرام أنه تعالى ثقيل، وفسر قوله: {إِذَا السَّماءُ انشَقَّت}⁣[الإنشقاق: ١] قال: من ثِقَل الرحمن.

  وأثبتوا حوادث لا محدِثَ لها، لأن عندهم الأحداث لا مُحدِثَ لها. وهم أشد الناس بغضاً لأمير المؤمنين، ويحبون معاوية ويقولون بإمامته، ولا تجد قوماً أشد بغضاً لأهل البيت منهم. وما يوردونه من الشبه أخذوها من سائر الفرق، خصوصاً من كتب ابن الراوندي، فإنهم يحرصون على جمع كتبه غاية الحرص، وذلك يدل على قلة دينهم. ويقولون: المنافق مؤمن، وأن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل، فخالفوا القرآن والسنة والإجماع. وقالوا: عبادة الأصنام ليست بكفر وإنما الكفر الجحود والإنكار. وقد وافقوا أصناف الكفار في مذاهبهم، فوافقوا النصارى في أنه تعالى جوهر، ووافقوا ماني الثنوي في أنه نور، وزادوا على ماني فإنهم قالوا: هو محل الحوداث، ووافقوا الدهرية في إثبات أعراض قديمة، ووافقوا مشركي قريش في أن ما يُسمع ويُتلى ليس بكلام الله، ووافقوا الكفار في جواز الكذب على الأنبياء. وحماقاتهم لا تسع كتابنا فمن أراد الوقوف عليها فليقرأ كتاب شيخنا أبي رشيد فيهم.

  وأما الخوارج فقد علمتم أن رسول الله ÷