رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

فصل

صفحة 53 - الجزء 1

  الدّينِ}⁣[ص: ٧٨] فقال المعتزلي: معاشر المجبرة! أليس الله تعالى قد لعن أشياء وأقواماً؟ قالوا: بلى. قال: فهل في العالم غيره وغير خلقه؟ قالوا: لا. قال: فيلعن نفسه أو خلقه؟ فتحيّر القوم وانقطعوا.

  وقال معتزليّ لمجبر: الزنا خيرٌ للزاني أم تركه؟ فقال: الزنا. قال: لم؟ قال: لأن الله قضي ذلك عليه، وقضاء الله له خير! فقال: تباً لك! أتقول أنّ الزنا خير من الأحصان؟

  ونظيره ما يحكى عن بعضهم أنه قال: لزنية أزنيها أحب إلي من عبادة الملائكة! فقيل له: ولِمَ؟ قال: لعلمي بأن الله تعالى قضاها علي، ولم يقض إلا ما هو خير لي.

  وخطب بعض المعتزلة فقال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: أيها الناس! لا أحد أقبح ثناءً على رب العالمين من هؤلاء المجبرة حيث قالوا إن الله يأمر بما لم يرده وينهي عما