رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

فصل

صفحة 59 - الجزء 1

  ثم قال العدلي: بلغني أن قوماً من بني إسرائيل خرجوا للاستسقاء فأوحى الله إلى نبيهم لا أسقيكم وفيكم رجل غماز، فقال: يا رب! من هو حتى نخرجه؟ فقال: لا أعيب شيئاً ثم أفعله. وأنشد لمحمود الوراق:

  ولا تلزم الذنب المقادير جاهلاً ... فأنت ولي الذنب ليس المقادر

  فلو كان للمقدور في الذنب شركة ... لكان له حظ من الذنب وافر

  واختصم عدلي ومجبر بين يدي بعض الولاة، فلما قام المجبر اعتمد بيديه على الأرض وقال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء. فقال العدلي: ما هذا الشيء الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء؟ وعندك لا ضرر إلا من قبله. فانقطع.

  وقال مجبر لعدلي: أرأيت لو كان لي قطعة طين ألي أن أعمل ما أحببت؟

  قال: نعم.

  قال: ألي أن أعمل منها ثلاث جرار، معوجة ومكسورة وصحيحة، ثم أطبخها بالنار؟

  قال: نعم لكن بشرط أنها لو خرجت كذلك