الباب الرابع في القضاء والقدر وذكر القدرية
  وسأل مجبر عدلياً عن قوله # إذا ذكر القدر فأمسكوا والقدر سر الله فلا تفشوه والقدر بحر عميق لا يدرك غوره، فقال: كل ذلك حجة على المجبرة والقدرية. قال: ولِمَ؟ قال: أجمع المسلمون أن من أقر على نفسه بذنبه واستغفر ربه ولام نفسه بذنبه واستغفر ربه ولام نفسه فهو قد أصاب الحق، وعلى هذا كان السلف الصالح، وبهذا نطق القرآن في قوله: {وَآخَرونَ اعتَرَفوا بِذُنوبِهِم}[التوبة: ١٠٢]، وبهذا وردت السنة لما سئل النبي ÷ أهذا شيء يعلمه وسبق القضاء به؟ قال: ففيم بعث، فالمراد إذا نسب المعاصي إلى القدر فأمسكوا ولا تقولوا كقول المجبرة. وقيل إذا سئل عن أفعال الله لِمَ كان هذا بصيراً وهذا أعمى وهذا غنياً وهذا فقيراً فكلوا ذلك إلى تدبيره فإنه الحكيم في أفعاله العليم في قضاياه، لا يفعل إلا الصواب ولم يرد إضافة القبيح إلى قضائه، مع قوله،: {وَيَقولونَ هُوَ مِن عِندِ اللَّهِ وَما هُوَ مِن عِندِ اللَّهِ}[آل عمران: ٧٨] وقوله {إِنَّ اللَّهَ لا يَأمُرُ بِالفَحشاءِ}[الأعراف: ٢٨] و {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ}[البقرة: ٢٠٥] ولا يريد ظلماً للعالمين. ثم قال: ومن وجهة أخرى هو حجة عليكم وهو أنه أمر بالإمساك فأمسكوا ولا تضيفوا الكفر والفساد إلى قدره، فإذا فعلتم ذلك فقد خالفتم السنة وخضتم البحر المنهي عن