رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الخامس في خلق الأفعال

صفحة 77 - الجزء 1

  وقال ثمامة يوماً للمأمون: أنا أبين لك القدر بحرفين. فقال: زد للضعيف حرفاً - يعني يحيى بن أكثم - فقال: لا يخلو فعل العبد من ثلاثة أوجه: إما أن يكون فعله فيتوجه الحمد والذم إليه، أو فعل الله تعالى فلا يتوجه على العبد لوم ولا حمد ولا ذم، أو كان منهما فيجب أن يكون الحمد والذم لهما. فقال: صدقت.

  وقال أبو العتاهية للمأمون: أنا أقطع ثمامة بحرف. فقال: دع فلست من رجاله. قال: بلى! فلما حضر قال: سله. فحرك أبو العتاهية يده وقال: يا ثمامة! من حرك يدي؟ فقال: من أمه زانية! فقال: يا أمير المؤمنين! شتمني. فقال ثمامة: يا أمير المؤمنين! ترك مذهبه. فضحك المأمون.

  وقيل لفضيل بن عياض - وكان عدلياً -: إن فلاناً يشتمك. فقال: لأغيظن من أمره بذلك و يغفره الله له. قيل: ومن أمره بذلك؟ قال: الشيطان.

  وقال عدلي لمجبر: أليس الله تعالى يقول: {الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ