الباب السادس في الاستطاعة
  إذا مررت برجل في وقت الصلاة ما الذي يجب علي؟ قال: تقول له قم فصلِّ قال: فإن قال لا أقدر عليها لأني مقعد أأصدقه؟ قال: نعم. قال: أو أعذره يصلي قاعداً؟ قال: نعم. قال: فإن قال لا أقدر على القيام لأني متشاغل بالقعود وليس في قدرتي القيام أأصدقه؟ قال: نعم. قال: أفأعذره أن يصلي قاعداً؟ قال: لا. قال: إذا كانا صادقين فلِمَ أعذرت أحدهما ولم تعذر الآخر؟ فانقطع.
  وقال له الواثق: ما التوبة؟ قال: الندم على ما فات والعزم على أن لا يعود. قال: أفيقدر عليهما؟ قال: لا. قال: فإذا كان لا يقدر عليهما فما معنى التوبة؟ فأنقطع.
  وزعم الكلبي أنه لما نزل قول الله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ}[آل عمران: ١٠٢] اشتد ذلك عل المسلمين فنسخ ذلك بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم}[التغابن: ١٦] فقال بعض من حضر: هذا يكسر قولنا في الاستطاعة. قال: كسره الله! سبحان من يسر ولم يعسر، وكيف يعسر من قال: {وَما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ}[الحج: ٧٨]. وقرأ قارئ {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها}[البقرة: ٢٨٦]، فقال بعض المجبرة من