الباب السادس في الاستطاعة
  شيوخنا: بئست الآية هذه الآية! فأنكروا عليه، فقال: لأنها تنقض قولنا في الاستطاعة.
  وقيل لصقر المجبر: أكان فرعون يقدر على الإيمان؟ قال: لا. قال: فعلم موسى أنه لا يقدر عليه؟ قال: نعم. قال: فلِمَ بعثه الله إليه؟ قال: سخر به!
  وحضر شيخنا أبو هاشم المجبر مجلساً وبعض المعتزلة يقول: المجبرة خصماء الرحمن وشهود الشيطان. فقام شيخنا أبو هاشم وقال: إذا كان يوم القيامة نودي أين شهود إبليس؟ قمت وشهدت له أن الله منعه من السجود.
  واجتمع النظام والنجار للمناظرة، فقال النجار: لِمَ تدفع أن الله كلف عباده ما لا يطيقون؟ فسكت النظام. فقيل له: لِمَ سكت؟ قال: كنت أريد بمناظرته أن ألزمه القول بتكليف ما لا يطاق، فإذا التزم ذلك ولم يستح فما الذي ألزمه بعد ذلك.
  وسأل معتزلي مجبراً فقال: أليس الكافر ممنوعاً من الإيمان؟ قال: بلى. قال: فهل يكون قوله «لا أقدر عليه» حجة؟ قال: نعم. قال: فما معنى قوله تعالى: {لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥] فانقطع. فقام المعتزلي وانشد:
  ليس خلق له على الله حجة ... فالزم القصد إن عرفت المحجة
  ومر أبو الهذيل راكباً على الحسين النجار وهو قاعد على باب دار المهالبة، فقال: انزل حتى أسألك. قال: أتقدر أن تسألني؟ قال: لا. قال: