الباب السابع في الإرادة و الكراهة
  الأصنام والأوثان والفتن كان منه أو بفعله وإرادته، ما تقول فيه؟ قال: أقول إنه زنديق كافر يستحق القتل لسوء ثنائه على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. قال: فلو قال ذلك في أبي بكر وعمر أو في واحد من الصحابة؟ قال: أقول يرجم ويقتل لطعنه في الصحابة. قال: أليس عندك أن جميع ذلك من الله وخلقه وإرادته؟ أليس هذا سوء ثناء عليه؟ أتحب تنزيه النبي والصحابة ولا تحب تنزيه رب العالمين؟ فانقطع.
  وسأل عدلي مجبراً فقال: جرى اليوم بين رجلين حديث أريد أن أعلم حقيقته: قال: هات! قال: جرى ذكر الكفر والمعاصي وترك إبليس السجود لآدم، فقال واحد كان كل ذلك من الله وإرادته وخلقه، وقال الآخر بل كان من إبليس والله منه برئ، فأيهما أحق؟ قال: الحق ما قال الأول وصدق فيه، إن جميع الكفر والمعاصي والضلال من الله قضاه وقدره والشيطان منه برئ وكذب الثاني حيث أضافه إلى الشيطان. قال: بل كذبت! تنزه الشيطان ولا تنزه الرحمن؟ فانقطع.
  وكان مجبر يقص فقال في قصصه: كان النبي يحب إيمان أبي طالب ويكره إيمان وحشي لقتله حمزة، فنزل جبريل وقال: يقول الله ما تحب وتريد لا يكون وما تكرهه يكون، يؤمن وحشي ولا يؤمن أبو طالب. قال: وفيه نزل: {إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ}[القصص: ٥٦] وفي وحشي: {قُل يَا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ}[الزمر: ٥٣]. فقام عدلي