٢٧. ذكر مفعول فعل المشيئة لعدم القرينة التي تدل عليه إذا حذف

  · ولم يبق مني الشوق غير تفكّري ... فلو شئت أن أبكي بكيت تفكّرا

  «البيت لأبي الحسن علي بن أحمد الجوهري من قصيدة من الطويل، والشاهد فيه: أن عدم حذف المفعول لانتفاء القرينة لا لغرابة المفعول لأن المراد بالبكاء الأول في البيت البكاء الحقيقي، لا الفكري، فكأنه يقول: أفناني الشوق فلم يبق مني غير التفكر، فلو شئت البكاء عصرت عيني ليسيل دمعها لم يخرج منها دمع، وخرج بدله التفكر، فالبكاء الذي أراد إيقاع المشيئة عليه بكاء مطلق مبهم غير معدي إلى الفكر البتة، والبكاء الثاني مفيد معدي إلى التفكر فلا يصلح تفسيرا للأول وبيانا، كذا قاله التفتازاني نقلا عن دلائل الإعجاز»⁣^(⁣١).

٢٨. حذف المفعول لدفع توهم غير المراد

  · وكم ددت عنّي من تحامل حادث ... وسورة أيام حززن إلى العظم

  «البيت للبحتري من قصيدة من الطويل يمدح أبا الصقر وهي طويلة، والشاهد فيه: حذف المفعول لدفع توهم إرادة غير المراد من الكلام ابتداء وهو هنا» اللحم «إذ لو ذكر لتوهم قبل ذكر العظم أن الحز لم ينئه إليه فترك دفعا لهذا الوهم»⁣^(⁣٢).

(١) المصدر السابق ١: ٢٥٤.

(٢) المصدر نفسه ١: ٢٥٥.