* نقديا
  بأقوال غيره من الأدباء والنقاد. «يقول العباسي في الموازنة بين البحتري وأبي تمام: «وكان البحتري يتشبه بأبي تمام في شعره ويحذو حذو مذهبه، وينحو نحوه في البدائع التي كان أبو تمام يستعملها، ويراه صاحبا وإماما، ويقدمه على نفسه، ويقول في الفرق بين وبينه قول منصف: إن جيد أبي تمام خير من جيده ووسطه ورديئه خير من وسط أبي تمام ورديئه، وكذا هو حكم لنفسه» وسئل أبو العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر: أبو تمام أم البحتري أم المتنبي؟ فقال: هما حكيمان، والشاعر البحتري»(١).
ج - اختيارات واستحسانات شعرية:
  فالعباسي هنا في تفسيراته للشاهد البلاغي واستشهاداته لا يكتفي بإيراد الشاهد هكذا بل يسبق هذا الشاهد باستحسان أو تعليق يكون بمثابة النقد له فنراه تارة يقول: ما ألطف - ما أبدع - وقد أبدع، ومن بديع قوله، ومن مليح الاحتراس، وما أحسن قول بعضهم»، كما نراه في مجال الاستشهاد بها ومن ذلك «وكان لأبي نواس مع أهل عصره مناقضات الاختيارات الشعرية يختار العباسي قصيدة أو بيتا لشاعر يراها الأفضل والأجدر في مجال الاستشهاد بها ومن ذلك «وكان لأبي نواس من أهل عصره مناقضات في مجال ومعارضات يطول شرحها، فنورد منها ما خف ذكره»(٢).
(١) السابق ١٢٣٤ كذلك انظر ١: ٢٠٠ - ٢٧٨ - ٣٣٢ وينظر كذلك ما جاء في الموازنة والوساطة.
(٢) معاهد التنصيص ١: ٩٠.