[ب. مصطلحات] الخاتمة [السرقات الشعرية]
  وكان الجاحظ قد أشار للسرقات ومهد للباحثين السبيل: قال: «لا يعلم في الأرض شاعر قديم في تشبيه مصيب وفي معنى غريب عجيب أو في معنى شريف كريم أو في بديع مخترع إلا وكل من جاء من الشعراء من بعده أو معه إن هو لم يعد على لفظه فيسرق بعضه أو يدعيه بأسره فإنه لا يدع أن يستعين بالمعنى ويجعل نفسه شريكا فيه كالمعنى الذي تتنازعه الشعراء فتختلف ألفاظهم وأعاريض أشعارهم ولا يكون أحد منهم أحق بذلك المعنى من صاحبه أو لعله أن يجحد أنه سمع بذلك المعنى قط»(١).
  وقد ورد ذكر السرقات عند النقاد السابقين من مثل ابن طباطبا(٢) والآمدي(٣) والجرجاني(٤) والعسكري(٥) وابن رشيق(٦).
  وتحدث القزويني عن أنواع السرقات فمنها الانتقال والنسخ والمسخ والإغارة وأضاف كل ما يتصل بها من تضمين وعقد وحل وتلميح(٧).
  وللسرقات حديث طويل عند العباسي حيث يذكر ضمن هذا المصطلح سبعة عشر مصطلحا فتكون مصطلحات السرقة ثمانية عشر مصطلحا ذكرها متتابعة في حديث متصل دون فصل بينهم كما فعل القزويني حيث أشار إلى ما يتصل بالسرقات(٨).
(١) الحيوان - الجاحظ - تحقيق عبد السّلام هارون - دار إحياء التراث - بيروت ط ٣ ١٩٦٩ م ج ٣ ص ٣١١.
(٢) عيار الشعر - ابن طباطبا العلوي - تحقيق طه الحاجري ومحمد زغلول - ١٩٥٦ م - المكتبة التجارية الكبرى - القاهرة ص ٧٦.
(٣) الموازنة - الآمدي ج ١ ١٩٦١ م ص ٣٢٦.
(٤) الوساطة ص ١٧٨.
(٥) كتاب الصناعتين ص ٢١٧.
(٦) العمدة ج ٢ ص ١٠٣٧ - تحقيق محمد قرقزان.
(٧) التلخيص ص ٤٢٢.
(٨) معاهد التنصيص ٤: ٥.