5 - الاقتضاب
  الذي فيه ويستأنف كلاما آخر غيره من مديح أو هجاء أو غير ذلك ولا يكون للثاني علاقة بالأول. وهو مذهب العرب ومن يليهم من المخضرمين، وأما المحدثون فإنهم تصرفوا في التخلص فأبدعوا فيه وأظهروا منه كل غريبه»(١).
  ويشير له التنوخي: وأما الاقتضاب فالانتقال من كلام إلى غيره بكلمة تدل على الانتقال من غير أن يعلق بعض الكلام ببعض وهو غالبا بقولهم: «أما بعد» وقولهم: «وبعد» وبكلمات كثيرة غيرهما. وقد سمي هذا «فصل الخطاب»، وفصل الخطاب حقيقته هو تخليص المعاني بعضها من بعض والإتيان بكل شيء في موضعه ومع ما يناسبه ولعله خلاصة علم البيان(٢).
  ويقول عنه القزويني: «وقد ينتقل من الفن الذي شبب الكلام به إلى ما يلائمه ويسمى ذلك الاقتضاب وهو مذهب العرب ومن يليهم من المخضرمين(٣). والعباسي هنا يورد هذا المصطلح ويشير إلى اختلاف تسمياته مع إشارة إلى معرفة العرب الجاهليين به ويتبعه المحدثون، ولا ينسى العباسي إيراد الشواهد المتعددة حول هذا الفن مع شرح لموطن الاقتضاب فيها.
  - بلاغيا: يقول:
  لو رأى اللّه ان في الشيب خيرا ... حاورته الأبرار في الخلد شيبا
(١) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر / ضياء الدين ابن الأثير / ج ٢ ص ٢٥٩.
(٢) الأقصى القريب ص ٨٤.
(٣) التلخيص ٤٣٣ والإيضاح - القزويني / ص ٤٤٣.