باب صلاة العليل والمعذور
بَابُ صَلَاةِ العَلِيلِ وَالمَعْذُورِ
  وَمَنْ عَجَزَ عَن الصّلَاة قَائِماً صَلّى قاعداً مُتَرَبعاً، فَإِنْ عَجَزَ عَن الرّكُوع وَالسّجُود أوْمَأ لَهُمَا بِرَأسِهِ، وَيَكُونُ إِيْمَاؤُهُ لِسُجُودِهِ أخْفَضَ مِنْ إِيْمَائهِ لِرُكُوعِهِ. فَإنِ عَجَزَ عَنِ الْقُعُودِ توَجّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ مُسْتَلْقِياً عَلَى قَفَاهُ، وَأجْزَأهُ الْإِيمَاءُ.
  وَمَنْ أغْمِيَ عَلَيْهِ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ مِنَ الصّلَوَاتِ إِلّا الصّلَاةُ الّتِي يُفِيقُ فِي وَقْتِهَا.
بَابُ صَلَاةِ الجُمُعَةِ
  وَصَلَاةُ الجْمُعَة تجَبُ بشُرُوط خمَسْة: أَحَدُهَا: الْعَدَدُ: وَهْوَ أنْ يَكُونَ الْمُصَلّونَ ثلَاثَةُ سِوَى إِمَامِهْمِ. الثانِي: الْمَكَانُ الّذِي يُصَلّى فِيهِ، وَهْوَ أنْ يَكُونَ مَسْجِدُا فِي مَدِينةٍ، أوْ قَرْيَةٍ، أوْ عَلَى مَنهَلٍ يُجَمّعُ إِلِيْهِ. وَالثالثِ: الْوَقْتُ، وَهْوَ مِنْ زَوَالِ الشّمْسِ إِلَى أنْ يَصِيرَ ظِلّ كُلّ شَيْءٍ مِثْلَهُ. وَالرابعِ: الْخُطْبَتَانِ، وَيَفْصِلُ بيْنهُمَا بِجَلْسَةٍ. وَالخْاَمِسُ: أنْ يَكُونَ فِي الزّمَانِ إمِامُ حَقّ يُخْطَبُ لَهُ يُقِيمُ الْجُمُعَةَ، أوْ يُقِيمُهَا مَنْ يدَعُو إلِيْهِ مِنْ أوْلِيَائهِ وَأهْلِ طَاعَتِهِ؛ فَإذِا تكَامَلَتْ هَذِهِ الشّرُوطُ صُلّيَتِ الجُمُعَةُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَتَى فَاتَ شَيْءٌ مِنَ الشّرُوطِ صُلّيَتِ الظّهْرُ أرْبعاً.
بَابُ صَلَاةِ السّفَرِ
  ومَنْ أرَادَ أنْ يُسَافِرَ برِيداً أوْ أكْثَرَ مِنهُ قَصَرَ الصّلَاةَ إِذَا خَرَجَ مِنْ وَطَنِهِ، وَتوَارَتْ عَنهُ بيُوتُ أهْلِهِ. وَكُل أرْبعٍ مِنَ الصّلَوَاتِ؛ فَإِنهُ يُصَليّهَا اثنْتَيْنِ. وَالْبَرِيدُ سِتّةٌ وَثلَاثوُنَ ألْفَ ذِرَاعٍ [٢١ كم].
  وَالْمُسَافرِ إِذَا نوَى الَإقَامَةَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ عَشَرَةَ أيّامٍ أَتَم الصّلَاةَ، وَإنِ لَمْ ينَوِهَا فِيهِ قَصَرَ الصّلَاةَ إِلَى شَهْرٍ، ثُم يُتِمِ بعَدَ ذَلكِ.
بَابُ صَلَاةِ الخَوْفِ
  وَصَلَاةُ الخْوَفِ: هِيَ أنْ ينَقْسِمَ الْمُسْلِمُونَ قِسْمَيْنِ: فيَقِفَ قِسْمٌ مِنهُمْ فِي مُقَابلَةِ الْعَدُوّ، وَيُصَليَ الإمَامُ بِالْقِسْمِ الثّانِي رَكْعَةُ، فَإذِا قَامَ إِلَى الثّانِيَةِ طَوّلَ القِرَاءَةَ حَتّى يُصَلّي