باب ذكر أنواع الحج
  انتَهَى إِلَى جمَرْةِ الْعَقَبَةِ رَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَيَقْطَعُ التّلْبِيَةَ مَعَ الْأوُلَى مِنهَا، وَيُكَبرُ مَعَ كُلّ حَصَاةٍ مِنهَا، ثُم يَذْبحَ أوْ يَنحَرُ إِنْ أرَادَ ذَلِكَ، ثُم يَحْلِقُ رَأسَهُ، أوْ يُقَصّرُ مِنْشَعَرِهِ؛ فَإذِا فعَلَ ذَلكِ فَقَدْ حَلّ لَهُ كُلّ شَيْءٍ مِمّا مَنعَ الإِحْرَامُ مِنهُ إِلّا النسِاءَ، ثُم يرْجِعُ إِلَى مَكّةَ فَيَطُوفُ باَلْبَيْتِ طَوَافَ الزّيَارَةِ: سَبْعَةَ أشْوَاطٍ، كَمَا تقَدّمَ ذِكْرُهُ، وَلَا يَسْعَى فِي شَيْءٍ مِنهَا، ثُم يَحِلّ لَهُ النسَاءُ مِنْ بعَدِ ذَلِكَ، وَيَعُودُ إِلَى مِنىُ، وَيُقِيمُ بِهِا ثلَاثةَ أيّامٍ بعَدَ ذَلِكِ: يَرْمِي فِي الْيَوْمِ الأوّلِ الجَمَرَاتِ الثّلَاثَ بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ حَصَاةُ: يَبْتَدِئُ بِالْجَمْرَةِ الّتيِ هِيَ أقْرَبُ إِلَى مَسْجِدِ الْخَيْفِ؛ فَيَرْمِيهَا بِسَبعِ حَصَيَاتٍ، ثُم يرْمِي الْجَمْرَةَ الّتيِ تلِيهَا بِمِثْلِ ذَلِكَ، ثُم يَرْمِي جمَرْةَ الْعَقَبَةِ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكَذَلكِ يَفْعَلُ فِي الْيَوْمِ الثّانِي: وَهْوَ يَوْمُ النفّرِ الأوّلِ، وَهْوَ ثاَلِثُ الْعِيدِ: فَإِنْ شَاءَ نفَرَ فِيهِ، وَإِنْ شَاءَ أقَامَ إِلَى الْيَوْمِ الثّالِثِ [مِنْ أيَاّمِ التّشّرِيقِ]، وَرَمَاهُنّ عَلَى مِثْلِ مَا تقَدّمَ فِي الْيَوْمَيْنِ الأوّليْنِ: يرْمِي بعَدَ الزّوَالِ. وَفِي الْيَوْمِ الثّالِثِ يَجُوزُ قَبْلَ الزّوَالِ وَبعَدَهُ. فَإذِا نفَرَ إِلَى مَكَةَ وَأرَادَ الِانصِرَافَ إِلَى بلَدِهِ طَافَ طَوَافَ الوَدَاعِ مِثْلَ طَوَافِ الزّياَرَةِ.
بَابُ ذِكْرِ أَنْوَاعِ الحَجِ
  الحَج ثلَاثةَ أنَوَاعٍ: إِفْرَادٌ، وَقِرَانٌ، وَتمَتّعٌ: فَالإِفْرَادُ مَا ذَكَرْناَ، وَالْقَارِنُ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ غَيْرَ أنَهُ يَنوِي عِندْ الإِحْرَامِ الْجَمْعَ بيَنَ الْحَجّ وَالْعُمْرَةِ فِي إِحْرَامِهِ؛ فَيَقُولُ: اللهم إِنّي أرِيدُ أنْ أقْرِنَ بيَنَ الْحَجّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَيَسّرْ ذَلِكَ لِي، وَتقَبّلْهُ مِنّي، وَيَقُولُ مِثْلَ مَا ذَكَرْناَ، غَيْرَ أنَهُ يَقَولُ: لَبّيْكَ بِحَجّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعاً. وَإذِا دَخَلَ مَكّةَ فَعَلَيْهِ طَوَافَانِ وَسَعْيَانِ لِحَجّهِ وَعُمْرَتهِ. وَلَا قِرَانَ إِلّا بِسَوْقِ بدَنةٍ مِنَ الْمَوْضِعِ الّذِي يُحْرِمُ فِيهِ. وَالْمُتَمَتعُ يُفْرِدُ الْعُمْرَةَ عِندْ إِحْرَامِهِ، وَيَقُولُ: اللّهُمّ إِنّي أرِيدُ الْعُمْرَةَ مُتَمَتّعاً بِهَا إِلَى الْحَجّ؛ فَيَسّرْ ذَلِكَ، عَلَى مَا تقَدّمَ، غَيْرَ أنَهُ يَقُولُ: لَبّيْكَ بِعُمْرَةٍ مُتَمَتّعاً بِهَا إِلَى الْحَجّ. وَتَكُونُ عُمْرَتهُ