مِسْكِيناً وَإنِ اخْتَارَ الصّيَامَ صَامَ سَبْعِينَ يَوْماً. وَمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الشّاةُ فَاخْتَارَ الإِطْعَامَ أطعَمَ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ، فَإنِ اخْتَارَ الصّيَامَ صَامَ عَشَرَةَ أيّامٍ.

كِتَابُ النّكَاحِ

  شُرُوطُ النكّاحِ أرْبعَةٌ: أَحَدُهَا: عَقْدُ الْوَلِيّ الْمُرْشِدِ، أوْ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ: مِنْ وَلِيّ، أوْ وَكِيلٍ، أوْ غَيْرِهِمَا. والثاني: قَبُولُ الزّوْجِ فِي الْمَجْلِسِ، أوْ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ: مِنْ وَليّ، أوْ وَكِيلٍ. وَالثالثِ: حُضُورُ شَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ، أوْ رَجُلٍ وَامْرَأتَيْنِ عَقْدَ النكّاحِ.

  وَالرابعِ: رِضَاءُ الْبَالِغَةِ، فَإذِا عَدِمَ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الشّرُوطِ لمَ يصِحّ النكّاحُ.

  وَيَنعَقِدُ النكّاحُ بِأنْ يَقُولَ الْوَلِيّ: زَوّجْتُكَ، أوْ أنَكْحْتُْكَ، أوْ عَقَدْتُ لَكَ، أوْ وهبْتُك إِذَا أرَادَ عَقْدَ النكّاحِ. وَإذِا عَقَدَ الأبُ عَلَى ابنْتِهِ الصّغِيرَةِ لَمْ يَكُنْ لَهَا خِيَارٌ إِذَا بلَغَتْ، وَإذِا عَقَدَ عَلَيْهَا غَيْرُهُ مِنَ الأوْلِيَاءِ كَانَ لَهَا الْخِيَارُ بعَدَ بلُوغِهَا، فَإذِا فَسَخَتِ النكّاحَ قَبْلَ دُخُولِ الزّوْجِ بِهَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَهْرٌ، وَإنِ كَانَ بعَدَ الدّخُولِ فَلَهَا الْمَهْرُ عَلَيْهِ. وَيَنعَقِدُ النكّاحُ وَإنِ لَمْ يُذُكَرِ الْمَهْرُ عِندَ الْعَقَدِ لِلِنكّاحِ. وَإذِا امْتَنَعَ الوَلِيّ مِنْ تزْوِيجِ الْمَرْأةِ مِنْ كُفْئِهَا الّذِي رَضِيَتْ بِهِ كَانَ عَاضِلُا، وَبطَلَتْ وِلَايَتُهُ.

بَابُ ذِكْرِ الأوْليِاءِ

  أَوْلِيَاءُ الْمَرْأة هُمْ عَصَبَتُهَا: وَأَوْلَاهُمُ: الابنْ الْبَالغُ، ثُم ابْنُ الابْنِ وَإنْ سَفَلَ، ثُم الأبُ، ثمّ الْجَدّ أبُ الأبِ وَإنِ عَلَا، ثُم الأخُ لِأبٍ وَأمّ، ثُم الأخُ لِأبٍ، ثُم ابْنُ الأخِ لِأبٍ وَأمّ، ثُم ابنْ الأخِ لِأبٍ، ثُم الْعَمّ لِأبٍ وَأمّ، ثُم العَمّ لِأبٍ، ثُم ابنْ الْعَمّ لِأبٍ وَأمّ، ثُم ابنْ الْعمّ لِأبٍ، ثُم عَلَى هَذَا التّرْتيِبِ. ثُم الْمَوْلَى: وَهْوَ الْمُعْتقِ يَكُونُ وَلِيّا لِلْمَرْأةِ الّتيِ أعْتَقَهَا، أوْ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ. فَإنِ عَدِمَ هَؤُلَاءِ الأوْلِيَاءُ كَانَتْ وِلَايَةُ النكّاحِ لِإِمَامِ الْمُسْلِمِينَ، أوْ مَنْ يلِي مِنْ قِبَلِهِ. وَإنِ عَدِمَ ذَلكِ وَكلَتِ الْمَرْأةُ رَجُلُا مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِعَقْدِ