لمحة عن الكتاب

  الكتاب الذي بين أيدينا يتناول كما سبقت الإشارة سير وتراجم بعض رجال الزيدية من العلماء المحققين المسندين اختصره المؤلف | من من طبقات الزيدية للسيد العلامة إبراهيم بن القاسم ويشمل الطبقة الثالثة من رأس الخمسمائة إلى (١١٥٣ هـ) وهم الأئمة وشيعتهم ومن روى عنهم، وأسانيد كتب المذهب إلى عصر مؤلف الطبقات ثم من بعدهم إلى عصر المؤلف الذي أضاف واستدرك ما فات على صاحب الطقبات، وترجم للعلماء المسندين من بعد (١١٥٣ هـ) وهي سنة وفاة صاحب الطبقات إلى سنة (١٣٤٤ هـ) سنة التأليف لهذا الكتاب.

  وقد احتوى الكتاب على عدد كبير من التراجم تعكس المستوى العلمي والثقافي الذي كانت عليه الزيدية من رأس الخمسمائة إلى العصر الحاضر، وترسم صورة مشرقة لمدارس وهجر العلم في مختلف المناطق.

  إن الكتاب وبما احتواه من تراجم لم يقتصر على النطاق الجغرافي لليمن، بل ترجم لبعض علماء الزيدية في بلاد الجيل، والديلم، وطبرستان، والعراق، ومكة وغيرها، مع توضيح طرقهم وأسانيدهم، وما أخذوه من العلوم على عظماء المشائخ بما يوضح الحراك الفكري والعلمي والثقافي، والعلاقات التي كانت قائمة بين مدارس العلم والمناهج العلمية والرياسية التي كانت تدرس لطلبة العلم.

  ودور العلماء عبر القرون في التدريس والإفتاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في توثيق وإسناد العلوم وتناقلها خلفاً عن سلف.