مقدمة المؤلف
[مقدمة المؤلف]
  
  الحمد لله الذي قلدنا من عقد جواهر آلائه(١)، وأفاض علينا من مهرقات(٢) بره المحيط فائق كرمه، وألظى(٣) علينا كنهوره(٤) بباهر سداته(٥)، وحمى سلاسل أستار هذه الشريعة بالسراة(٦) من أصفيائه، وصلى الله وسلم وبارك وترحم وتحنن على محمد أفضل من شهد النوادي، وأشرف من على ظهور الجواديِ، وخير من أرض(٧) من أرسل العوادي(٨)، وعلى آله ثواقب الدآدي(٩)، ما سجع القمري الشادي، وساح في الفلوات القطا القادي.
(١) في (أ): قلدنا من جواهر عقد آلائه.
(٢) مهرقات: جمع مهراق وهو الماء المصبوب بكثرة كالمطر ونحوه.
(٣) وألظى: لظا به لظاً: لزمه ولم يفارقه، والإلظاظ الإلحاح على الشيء، وسميت النار لظى من لزوقها بالجلد، واللظى اللهب الخالص، ولظى من أسما جهنم. ومن ذلك أيضاً ألظى المطر أي دام.
(٤) كنهوره: الكنهور: العظيم من السحاب.
(٥) سداته: سده: السده والسداة: شبيه بالدَّهَش وقد سده. والسدو: مدَّ اليد نحو الشيء كما تسدو الإبل في سيرها بأيديها، وكما يسدو الصبيان إذا لعبوا بالجوز فرموا به في الحفيرة، وتسدَّى الشيئ ركبه وعلاه.
(٦) بالسراة ... : السَّرءُ والسرأة بالكسر: بيض الجراد والضب والسمك وما أشبهه.
(٧) أرض: أي روا. وفي حديث أم معبد «فشربوا حتى أرضوا» أي شربوا حتى رووا فنفعوا بالري. وقيل: شربوا عَلَلاً بعد نهل حتى رَوُوا، من أرض الوادي إذا أستنقع فيه الماء.
وقال ابن الأعرابي: حتى أراضوا أي ناموا على الأرض. وهو البساط. وقيل: حتى صَبَّوا اللبن على الأرض. انظر لسان العرب. مادة (أرض).
(٨) في (أ): (من رايسر). والعوادي الإبل.
(٩) الدآدي: أي المظلم. والثواقب: النجوم. والمعنى وآله نجوم الظلام.