الجواهر المضيئة في تراجم بعض رجال الزيدية،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

محمد بن القاسم بن محمد الحوثي الحسيني

صفحة 544 - الجزء 1

  مواظباً على تدريس علومهم مع الجهاد، لا يصده عن ذلك صاد، حتى توفى في شهر رجب سنة أربع وخمسين وألف |.

[(٧٧٤/ ١٢٩) محمد بن القاسم بن محمد الحوثي الحسيني]⁣(⁣١)

  (... - ١٣١٩ هـ/ ... - ١٩٠٦ م)

  محمد بن القاسم - هو الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي، ثم الحسيني.

  نشأ على ما نشأ عليه سلفه الكرام.

  دعا إلى الله في سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف تقريباً، وأجابه بعض العلماء، ولم يكن له حظ⁣(⁣٢)


(١) مقدمتنا في تحقيق كتابه: الموعظة الحسنة، التحف شرح الزلف (١٨٢ - ١٨٧)، لوامع الأنوار (١/ ٢١)، الأعلام (٧/ ٦)، النفحات المسكية (خ)، رياض الرياحين (١٠٢)، صفحات مجهولة من تاريخ اليمن (٨٤ - ٨٥)، (١/ ٦٩)، أئمة اليمن (٢/ ٣٥٢ - ٣٥٩)، مؤلفات الزيدية (١/ ٦٩) (٢/ ٣٣٢)، (٣/ ٢٢)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (١٠٥١) ص (٩٧٩).

(٢) في النسخة (أ) ص (٩٢، ٩٣) علق أحدهم - لعله شيخنا مجدالله المؤيدي بما لفظه: (أقول وأنه ولي التوفاق، أما الإجابة فقد أجاب الإمام جميع الأعلام من يمن وشام ولبى دعوته، وقاموا بواجب نصرته ولازم حجته، منهم السيد الإمام نجم الأعلام عبد الله بن أحمد المؤيدي البصير العنثري، ووالد المؤلف الإمام الهادي لدين الله الحسن بن يحيى، والسيد العلامة الرباني الولي الحسني الحسين بن محمد الحوثي، والقاضي العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبد الله الغالبي - رضوان الله عليه - يقول في أعيان علماء هجرة ضحيان: وبقية من هنالك تبع لهم ولهؤلاء العلماء الكرام حملة الإسلام أعظم الجد في مناصرة الإمام وإقامة حجة الله على الأنام، ومباينة من انحرف عن ذلك المقام كما ذلك معلوم من حالهم ومؤلفاتهم ورسائلهم ودعاتهم للخلق إلى إمامته وانتظامهم في سكة جمعته وجماعته وكذلك سائر علماء الزيدية والعصابة المحمدية، فإن صنعاء وصعدة وحوث وغيرها بل ومن الديار النائية، إذ كان أمره لا يمترى فيه ولا يتردد عنده حتى أن من مال عنه لأغراض الهوى والدنيا كانوا يقرون بحقه وأنه لا ريب في سبقه، إذ كان لا يمكنهم الإنكار؛ لكون ذلك كالشمس رابعة النهار، ولقد صرح بكماله وبلوغه الغاية القصوى والمرتبة العليا الإمام المنصور بالله محمد بن عبد الله الوزير شيخه، والإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين تلميذه وناهيك بهما، ولم يقم المنصور إلاَّ بعد استمداده من الإمام ولاية بقي مرسومة لدينا بأقلامهم؛ لقصد الجهاد لا غير على شروط شرطها عليه الإمام وقبلها المنصور واعتمد عليها العلماء، ولم يبايعوا في ذلك الوقت وإنما أعانوا على جهاد الأتراك حتى أن الإمام أنفذ مع المنصور ولده العلامة الولي محمد بن الإمام وأرسل المنصور أولاده وأهله، منهم الفاتح بعده المتوكل على الله إلى مقام الإمام، ولم يزل الإنتماء والإقتداء والخطبة بضحيان وغيره للإمام الأعظم المهدي لدين الله # إلى أن قبضه الله تعالى إليه.

وأما عدم الحظ فإن كان باعتبار الدنيا فنعم وهي كذلك منذ كانت وحالها مع رجل الله وأوليائه معلوم، وللإمام أعظم أسوة وأكرم قدم بآبائه الأكرمين من لدى أمير المؤمنين وسيد الوصيين إلى عصره # وما بعده، سنة الله في عباده وليس بعد انزوائها عن أمير المؤمنين وأخي سيد النبيين # وقبالها على حرب الله ورسوله رأس المضلين معاوية اللعين على لسان سيد المرسلين ÷ كلام، ففي ذلك نهاية الاعتبار وغاية الإستبصار وإن كان باعتبار غير ذلك فحاشا الله تعالى لقد كان # وللأئمة الهادين الحظ الأسنى والنصيب الأوفر والمقام الأكبر عند الله وعند صالحي عباده (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله) الآية. وقد قاموا بفرائض الله عليهم ونصحوا لله في عباده وبلاده وجاهدوا في سبيله حق جهاده، فأي حظ أعظم من هذا وأي نصيب أجزل مما هنا، فليس لهم مأرب سواه ولا لهم مقصد إلا الله. هذا وقد أفضى الأمر إلى ذي الجلال وهو العليم الخبير بكل الأحوال، وإنما حمل التنبيه بموجوب البيان كما عساه يتوهم المطلع المغرب من ظاهر العبارة، وفي الواقع أن ذلك غير مراد مولانا المؤلف أيده الله تعالى فهو أعلم بحق الإمام # وأولى الناس بالرعاية لذلك المقام وقد جرى القلم في الإطناب بما لم يكن ابتدئ وكفى، جرى على ذلك حسن الظن وتفديه الرضى من مالك الكتاب حرسه الله تعالى، والله ولي التوفاق للصواب وإليه المرجع والمآب. ثم علق مرة أخرى بقوله: ما أحق مولانا المؤلف - حماه الله تعالى - وأطال بقاه عند الإطلاع على ما يسبق إلى الوهم من هاتين القصتين بإزالتهما لما فيهما من الإخلال الذي لم يقصده وحاشاه بجانب إمام والده الإمام وقدوته وشيخه الذي أعطاه - متقرباً إلى الله - بيعته وصفقة يمينه وأقام بمقامه، ولم يزل مدة أيامه مقتدياً به في دينه ولعله - أيده الله - أراد بالبعض المفهوم من العبارة الذين تخلفوا اتباعاً للهوى وميلاً إلى الدنيا، كعبد الله العنسي وعبد الله الشاذلي، ولكنهما لم يكونا في ذلك العصر معدودين في خير كملة العلماء وإن كانا لهما إلمام بشيء من الفقه، على أنهما قد كانا مقرين وغيرهما بحق الإمام وكماله {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ١٤}⁣[القيامة]. وقد صرح علماء ضحيان بأن الشاذلي بنى على مذهب الحشوية من القول بطاعة المتغلب واحد قريب العهد بالإنتقال من تهامة الذي له أهل تلك المقالة، والعلماء في عصره أعرف بحاله والله الموفق. "