نشأ على طريقة آبائه الأطهار، وسلفه الأخيار، جامعاً بين العلم والعمل، درس في الأصولين على زيد بن الحسن البيهقي، وله منه إجازة، ودرس على السيد الحسن بن محمد من ولد المرتضى، وعلى عبد الله بن علي العنسي، وأخذ عنه محي الدين حميد بن أحمد بن الوليد، والقاضي جعفر، والقاضي محمد بن حمزة بن أبي النجم، وسليمان بن ناصر، وغيرهم.

  كان صواماً (قواماً)⁣^(⁣١)، له تصانيف جمة منها: (حقائق المعرفة) و (الحكمة الدرية)، و (أصول الأحكام) أخذها من (شرح التجريد)، وآية ذلك⁣^(⁣٢) أني قابلت بين النصف الأول منها، والنصف من (شرح التجريد) فلم تخرم منه حديثاً، إلا أنه سقط عليه شيء يسير من أحاديث الشرح وما فيها من تفريع، فهو ملخص منه، وما بدأت به من الخطب، فالله أعلم بصحة ذلك، ومن اشتبه عليه قابل بينهما، وقد ذكر مثل هذا المتوكل على الله إسماعيل [بن القاسم]، وغيره من علمائنا رحمهم الله.

  دعا إلى الله سبحانه سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة، وله مشاهد في الجهاد مذكورة وكرامات في سيرته مزبورة⁣^(⁣٣)، وحدثني والدي أمير المؤمنين عن القاضي العلامة الرحالة محمد بن عبد الله الغالبي عن السيد صلاح الهاشمي، أنه لما حفر للإمام الحسين المؤيدي بجانب قبره انتقب نقب إلى قبر الإمام أحمد، فأدخل بعض الحاضرين [١٠ - أ] يده، فإذا هو لم يتغير منه شيء، وشاهده

(١) في (م): قوماً.

(٢) من (أ).

(٣) سيرته: هي للشيخ سليمان بن يحيى الثقفي (خ).