شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة النساء)

صفحة 109 - الجزء 1

  حربي دخل دارنا بأمان ونحو ذلك، ويشمل ذلك اظهاره العلوم الى الطلبة حيث هم من أهلها لأنها أمانة، وأداء الشهادة الى طالبها ونحو ذلك ممالا يحضر.

  {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}.

  استدل بها بعضهم على وجوب كون الحاكم مجتهدا لكي يتمكن من الحكم بالعدل وفيها دلالة على أن حكم الحاكم في الوقوع، وينفذ في الظاهر فقط، خلاف ما يقوله ح.

  ودلت على حرمة الرشوة، والهدية، ونحو ذلك مما يورث التهمة، لأنه ينافسي الحكم بالعدل، وقد دلت دلالة ظاهرة على وجوب كون الحاكم عارفا عدلا.

  {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.

  هم الامراء، والعلماء دليل السبب، وقيل: العلماء وهو مروى عن جابر، وابن عباس، ومجاهد، والحسن، وعطاء، وابى العالية، والضحاك، واختاره قاضي القضاة.

  ويدل عليه قوله تعالى {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ} الآيه، والمراد بإطاعة العلماء اتباعهم إذا اجمعوا، وقيل المراد الصحابة وقيل: الخلفاء الاربعة.

  وفي الثعلبي خير مسند عنه ÷ أنه قال: «الخلفاء بعد مماتى اربعة، أبو بكر، وعمر وعثمان، وعلى $».

  وقال: عكرمة: المراد أبو بكر وعمر لقوله ÷ «اقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر وان لى وزيرين في الارض ووزيرين في السماء جبريل، وميكائيل، وفي الارض أبو بكر وعمر، هما عندي بمنزلة الراس من الجسد رواه الثعلبي».

  {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ} الايه.

  دلت بالمفهوم على ان الاجماع حجة.

  {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} الآية.