شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة النساء)

صفحة 120 - الجزء 1

  وقال: أبو مضر يقبل مالم يعرف كذبه في الباطن.

  {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} الآية.

  فهم ان الجهاد افضل قربة تصرف اليه الوصية والتوقف على افضل انواع البر عندنا.

  وفي الحديث: ان النبي ÷ قال: لرجل وقد اتى بئرا من الجبل اراد ان يعتزل فيه ليتعبد لا تفعل ثلاث مرات فليصبر احدكم ساعة من النهار في بعض مرابط الاسلام خير له من عبادة رجل اربعين عاما.

  وقال: ÷ «من خدم المجاهدين يوما فله عند الله ثواب عبادة عشر الاف سنة». وقال: «من مات ولم يفز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق»، وقال: ÷ «ما اغبرت قد ما احد في سبيل الله فتطعمه النار»، وقال: «مقام الرجل في الصف في سبيل الله افضل من عبادة رجل ستين سنة».

  قال: ع، والجبائي بل افضل وجوه اليرهو العلم وفهم سقوط الجهاد عن الزمني والمرض ونحوهم، وفهم ان الجهاد بالنفس والمال وفهم من قوله {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} انه فرض كفاية فقط وفهم من قراءة «غير» بالنصب: ان مرتبة الضرير والمجاهد واحده إذا جعلناه استثناء.

  وروى عنه ÷ «لقد خلفتم قوما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم» يعني المتخلفين لعذر.

  {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} الآية.

  دلت على وجوب الهجرة، ولا خلاف انها كانت واجبة من دار الكفر قبل الفتح، ثم قيل قد نسخت، والصحيح عدم النسخ، وقد قال ص بالله من سكن دار الحرب مستحلا كفر محتجا بالآية.