(سورة النساء)
  {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} الآية.
  دلت على انه إذا فعل الواجب للثواب صح، وهو قول خلاف ابى مضر، وهو قول اهل الاصول على ان الرجاء في هذه الآية مجمل، ولعله رجاء مرضاة الله لقوله تعالى {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}.
  وقوله {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} وقوله {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠} لكن مما يدل على القول الاول: قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} وقوله: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ} الآية وقوله {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} وقوله {يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} وقوله {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} وذلك كثير ولأنه يلزم سقوط فائدة الوعد والوعيد في فعل الطاعات مطلقا.
  {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} دلت على أن المجتهد يفعل باجتهاده الذي استنبطه من الدليل الشرعي وان الحق في الاجتهاد يأتي متعدد. وأنه لا اجتهاد الا بعد الفحص والتفتيش عن النصوص ومآخذا لأحكام.
  {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} الآيه.
  مثلها قوله ÷ «كل كلام ابن آدم عليه لا له الا أمر بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر لله تعالى» وهذا يدل على فضيلة الصمت، وعنه ÷ «من صمت نجا» ذكره الترمذي وكذا قوله ÷: لمعاذ: «ثكلتك أمك وهل يكب الناس على وجوههم في النار الا حصائد ألسنتهم» وعنه ÷ «من يضمن لى ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة».
  وعنه قوله ÷: «من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه ضمنت له الجنة».