(سورة الانعام)
(سورة الانعام)
  {فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} الآيه.
  يفهم منه ان السلام غير مشروع على غير المؤمنين، وان تنكير السلام ممن يبدأ به سنة لان التنكير قد يكون للتعظيم، كما ان التعريف قد يكون له، بدليل عطف احدهما على الآخر في أول سورة الحجر، وسورة النمل، ويفهم ايضا ان تقديم الجار والمجرور ليس هو المشروع في الابتداء وقد ورد انها تحية الاموات، وتدل الآية على أنه ينبغي اخبار المؤمن بما يدخل عليه السرور من انواع البشارات ومثل ذلك ماورد في الحديث أنه ينبغي للمؤمن ان يخبر اخاه انه يحبه في الله.
  {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}. الآيه.
  تقدم تحقيق ذلك في النساء، ودلت على جواز مجالستهم في غير هذه الحالة.
  ودل قولة {وَلَكِنْ ذِكْرَى} الآيه.
  انه لا اثم على المجالسين لهم حيث وقع المنكر بحضرتهم إذا ذكروهم، ووعظوهم ودل قوله تعالى {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ٥١} انه انما يشرع التذكير ويجب مع رجاء الانتفاع به واما مع غيره فلا يجب، وقد تقدم في اول البقرة تفصيل ذلك وعن ابن جريح والسدي، ان الآية الثانية ناسخة للاولى، لان في الثانية اباحة القعود والصحيح انه لا نسخ، ولكن الثانية حيث قعدوا للتذكير اولا، وواجب الا ولى حيث لا شئ من ذلك.
  {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} الآيه.
  دلت على ان توبيخ الوالد، وذمه على الكفر ليس من العقوق وان الاقارب اولي بالنصيحة واقدم في ذلك كما قال تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}.
  وقال: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} وان النزوع عن الباطل مقدم على الحق كما فعل في ذم عبادة الاصنام قبل طلب المعبود بالحق وانه ينبغي ان