شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الانفال)

صفحة 190 - الجزء 1

  واوجب اجتماع اهل البلدان المتفرقة بمنى، وعرفات، والاحاديث في الاجتماع كثيرة.

  {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ} الآيه.

  فيه دلالة على حسن التعبير عن العصاة بما يفيد التحقير والاهانة حيث لم يعبر عنهم الا بالصفة المشتركة بين سائر الحيوانات من كونهم دواب بل جعلهم شر الدواب، ودل قوله فشرد بهم اي سمع بهم ان غير العفو قد يكون اولى منه حيث يحصل به اعتبار أو زجر الغير {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} دلت على جواز النبذ عند فلهور أمارة الخيانة، وفهم أنه لا يجوز النبذ لغير ذلك، ولا غزوهم قيل النبذ على وجه تظهر لكل احد من الفريقين لقوله على سواء.

  {وَأَعِدُّوا لَهُمْ} الآيه.

  دلت على ان ذلك مستثنى للفقير لانه مامور باقتنايه، وقد يكون فرض عين وفرص كفاية.

  {مِنْ قُوَّةٍ} قيل مطلق، وعطف عليه الخاص وقيل بل الرمي، قال عقبة بن عامر: سمعت رسول الله ÷ يقول: على المنبر الا ان القوة الرمي قالها ثلاثا، ومات عقبه عن سبعين قوسا في سبيل الله، قال الحاكم: ودلت على جواز السبق والرمي، لان مجرد وجود السلاح من غير معرفة كيفية الاستعمال لا تكفى، وعنه ÷: مابين الفرضين روضة من رياض الجنة وعنه ÷: ان الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به، ومثله ارموا أو اركبوا، وان ترموا احب الى من ان تركبوا.

  {تُرْهِبُونَ بِهِ}: دلت على انه ينبغي الا يقتضى ذلك الا لقصد ارهاب اعداء الله تعالى وانه يحسن اغاظة العصاة، بماهو من قوة الايمان، ودلت بدلالة النص على انه يحسن فعل كل ما فيه ارهاب من تفضيض السروج، واتخاذ الطبول،