شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة براءة)

صفحة 195 - الجزء 1

  {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} قيل اقروا بها، وقيل بل فعلها لانهما من امارات صدق التوبة، بل من لوازمها، إذا قلنا لا تصح التوبة من ذنب دون ذنب وقيل في ذلك حجة ان حد قاطع الصلاة القتل كما هو مذهب ش وه.

  {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} الآيه.

  دلت على انه يثبت له الامان حيث لم يكن قصده الغيلة أو الخديعة أو غير الاطلاع على الحجة، واكد ذلك بقوله لا يعلمون لكن قد اجازوا للامام ان يؤمنهم في دار الاسلام للتجارة ونحوها، حيث يرى ذلك صلاحا.

  ودلت على انه يؤمر بالا نصراف بعد ذلك، وعلى عظم حرمة العهد.

  {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ} الآيه.

  دلت على ما تقدم من النبذ انما يجوز مع الخيانه كما مر في الانفال.

  {وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ} الآيه.

  دلت على ان الطعن في الدين ماينقض الذمة، ورفع الحرمة، ويوجب قتالهم.

  {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ١٤ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} الآيه.

  دلت على شرف شفاء صدر المؤمن، واذهاب غيظ قلبه، وعلى حسن ارادة ذلك من القتال، وان تكون النية به اذلال المفسدين، والتكبر عليهم، ورفع المتقين، واذهاب غيظ قلوبهم، قال الحاكم فيجوز السرور يموت الظلمة ومايصيبهم من البلاء.

  {أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} الآيه.

  قال الزمخشري: والعمارة تناول رمّ ما استر مّ منها، وقمها، وتنظيفها وتنويرها بالمصابيح، وتعظيمها واعتيادها بالعبادة، والذكر، ومن الذكر درس العلم بل هو اجله واعظمه وصيانتها مما لم تبن له المساجد من حديث الدنيا وعنه ÷: ياتي في آخر الزمان اناس من امتى ياتون المساجد فيقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدنيا، وحب الدنيا، لا تجالسوهم، فليس لله بهم حاجة ودلت الآية انه لا