شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة هود #)

صفحة 210 - الجزء 1

  {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} الآيه.

  قال الباقر: كان ابن زوجته فدلت على أن نسبة الرجل الى زوج أمه ليست بقذف، والجمهور على أنه ابنه من صلبة.

  {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} الآيه.

  دلت على أنه لا يحسن من المؤمن أن يعد من أهله وقرابته الذين يخطون بخطوة من هو عدو لله، ودل مابعدها على أنه فعل ذلك جهلا لحالة فلعله كان منافقا.

  {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} الآية.

  قيل من العمر، وقيل من العمري أي أعاشكم فيها أعماركم، وقيل من العمارة اي أمركم بعمارتها.

  {ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} الآيه.

  دلت على أنه الأجل للنظر في الأمر والتروى كما في أجل الشفعة، عند غير الهادي، والمرشد والساحر، وكذا الخيار عند الحنفية وغير ذلك.

  {قَالُوا سَلَامًا} الآيه.

  الآيات دلت على أن الوارد يبدأ بالسلام، وأنه يكون الجواب أفضل، وأنه ينبغى المبادرة باكرام الضيف، وفي الحديث عنه ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» وأنه ينبغى منهم عدم مخالفة المضيف، فيطابق قوله «من نزل يقوم فلايصوم الا باذنهم»، وأن أكل الطعام عهد وأن الضيف لا يمنع المضيف من فعل الاكرام، وأنه ينبغي استعلام القادم، والكلام معه لقوله تعالى {مَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ٥٧} ونظيره قوله ÷ «أن للداخل دهشة فانبسطوا يأنس»، وأنه ينبغى تبشير المؤمن بمايسره وأن سن اليأس من الحبل هو ماعرف من طريق العادة، وأن الزوجة لا تحبل فيه، وان كان الله قادرا على ذلك، والخلاف المشهور في كميته.