(سورة يوسف #)
  {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا} الآيه.
  هذا على سبيل التهمة لهم من غير قطع، فلايكون كذبا، وسبب التهمة فعلهم السابق مع يوسف #، ومن ثمّ لم يحدّ قاذف المتهم في ظاهر المذهب وهو يحكى عن ح وش، وقال الجمهور: العفة غير مشروطة على ما حكاه أبو جعفر.
  {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} الآيه.
  انما جاز اظهار الأسف، والجزع، لأن ذلك فعل غير الله، وانما الذي يجب الرضاء به وتسليم الأمر، واعتقاد أنه الأصلح، ماكان من فعل الله تعالى ثمّ حسن اظهار الأسف، والجزع، من ارتكاب الذنب لما كان من فعل العبد.
  {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ} قد تقدم في ذكر طالوت في البقرة أنه يشترط في النى السلامة من العمى ونحوه من المنفرات فيحمل هذا اما على أنه ضعف بصره فقط أو على أنه قد كان أدّى النبوية وخرج عن كونه نبيا كمايخرج الامام بذلك عن الامامة، وهذا بعيد، أو على أنه لا يخرجه ذلك عن النبوة، لأنه كان مرجو الزوال كما لا يخرج الامام بذلك أيضا مع الرجاء بل مع اليأس، وكذا اختلال أي شرط في الامام، ولكن إذا زالت العلة، بعد اليأس، وقد ادّعى امام آخر، فعند زيد، والنفس الزكية، وأبي عبد الله الداعي، والسيدين والمعتزلة والفقهاء، أن الثاني: أحق بها، وعند القاسم، ون: يسلّم المفضول للأفضل، وهل العبرة بيأس الامام نفسه أو بياس الرعية المسألة محل نظر، ولا نص فيها، ويمكن أن يقال العبرة بحال ذلك العارض في عادات الناس وما يظنه فيه أهل الخبرة من كونه مأيوسا أو غير مأيوس.
  {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} الآيه.
  وهو الهزال، وهلاك المواشي بسبب الجوع، والشدة، هذا شكاية من فعل الله تعالى، وانما يجوز على غير الله تعالي عند الضرورة، على سبيل الحكاية وقد يجب،